خلف بوابات العالم الثالث
تابع اجزاء الفصل الاول الرابط اسفل المقال
الجزء الثالث من الفصل الاول
حسنا الحالة الأولى هي فتاة تدعى سميرة.. دخلت إلى
المنزل وقامت بتحية أهلها وأخبرتهم أنني من المعمل
الجنائي وأرغب في معرفة ما حدث إذا كان من المناسب
أن نتحدث ولكن ما وجدته من رد كان المتوقع تماما.
قال لي والدها : غريب أنكم تسيرون بكل ثقة تنتظرون
مني أن أعيد على نفسي تلك الذكريات ؟ أجبت : أنا
اعرف شعورك تمام المعرفة لأني قد.. .
قاطعني بنبرة غضب : ماذا تعلم أنت يا هذا ؟ هل تظن أن
بعض الكلمات كانت لتجعلك تشعر بتلك النار التي
تحرقني من الداخل ؟ نار فقدان فتاة قبل حفلة زفافها ؟
بدأت عينيه تدمعا ن بشدة.. لم أكن لأصدقه لولا أني
مررت بتلك التجربة أخبرته عن سبب قدومي قائلا : لقد
لاحظت حالات كثيرة وكان من بينها ابني الذي توفي
وأعلم حق اليقين ما هو شعورك أرغب في معرفة ما
حدث ومن حسن حظي كان الأمر مسجل علي شريط
تصوير وجدت أنها جرحت بواسطة إحدي الدبابيس لتبدأ
بعدها يدها تخرج المادة الزرقاء.. تلك هي المادة التي
أخبرتني سعاد عنها استأذنت أسرة الفتاة أن آخد شريط
الفيديو لأنه سوف يساعدني في التحليل وسوف نقوم
بالوصول إلي النتيجة بأسرع ما يمكن هممت بالرحيل
وشعرت ببصيص أمل صغير.. الأن عندما أعود علي أن
أخبر سعاد أنني قد وجدت السبب.. ثم علي أن أذهب إلي
المعمل لكي أحلل تلك العينة كان لإختراع "المايكرسكوب
الألكتروني" فائدة كبيرة في تشخيص آلاف الحالات
بواسطة صورة أو فيديو لاحظت وجود بعض "النانو
ربوت" ولكن الغريب هو أنني لم أجد أي شيء غريب
في الدماء مازالت الدماء طبيعية الجرح كان يحاول
الإلتئام ولكن ما تلك المادة الزرقاء ؟ أيعقل أنه نوع جديد
من السم تم إختراعه بواسطة الغرب لكي يقتلونا ؟ ولكن
من ذلك اللعين الذي رغب في القضاء علي البشر ؟ الأمر
أصبح مربكا غفوت في المعمل ولم أشعر إلا عندما جاء
إلي صديقي قائلا بل موبخا : إنه لمن الغريب أن تترك
زوجتك في تلك الحالة لابد من أنك مختل ! صدقني إذا لم
تعد الأن لكي تخفف عنها وتكون بجانبها سوف ينتهي كل
ما ترغب في الوصول إليه! و قبل أن تبدأ عليك أن تكلمها
الأن .
اجبته بعملية : أنها ستكون سعيدة عندما أعلم من قام بقتل
ابننا!
رد علي وقال : يجب ان تكون شاكرا أنك فقدت أحد
أبنائك ولم تفقد عقلك بعد..أعلم ما تشعر به يا صديقي
ولكن إذهب لزوجتك هي تحتاجك الآن.. عليك أن تهون
عليها ولو قليلا.
عندما اقتنعت بكلامه قررت الإتصال بها لكن ولسوء
الحظ كان الليل قد حل بالفعل.. لقد كان للقمر دور في
توقف سيرورة حياتنا هذا ولأنه كان يمتص الطاقة
الموجودة في العالم وذلك بسبب السحب التي تسحب تلك
الطاقة بسرعة ولا يمكن لأي شئ حفظ الطاقة حيث أن
كل المولدات الكهربائية قد أنفجرت في العديد من المرات
، وهذا يعني الحياة الحديثة في النهارة والبدائية في الليل!
لا يوجد أي شئ للتنقل او الحديث وذلك لأن جميع الألات
تعمل بالطاقة الشمسية الكهرباء لم تعد موجودة لندرة
المياه في العالم ومما أدى إل ى ضرورة إنتقال العالم إلى
استخدام الطاقة الشمسية...
حسنا سوف أنتظر حتي الغد وأتحدث معها..
عندما خلدت إلي النوم رأيت كابوسا مرعبا.. كان مروان
وسعاد بجواري وفي لحظة اختفيا و تحولا إلى أجسام
غريبة تخرج منها تلك المادة الزرقاء تملكني الرعب
عندما رأيتهما بذلك المنظر لأستيقظ بعدها على نور
الشمس الذي أنار العالم مجددا.
جلال : أهلا سعاد كيف حالك ؟ هل انت بخير ؟ انا افتقدك
كثيرا.
سعاد : لا تقل أنك تفتقدني لو كنت كذلك كنت لتتصل بي
أمس أليس كذلك ؟ ولكن بالطبع المعمل هو ما يستحق
كل تفكيرك ووقتك بينما أنا لا.
جلال : لا تقولي هذا! ما الذي يدفعك لقول أني لا أحبك
ولا أفتقدك ؟ ألم تدركي مدى حبي لك خلال كل هذه
السنوات التي عشناها معا؟
سعاد : لا ، لا لم اعد أدرك.. لأن الرجل الذي أحببته قد
مات عندما مات أبني .
جلال : كفي عن تمزيق قلبي بكلامك اللاذع هذا.. انا
مازلت أحبكم وأفعل كل ما افعله الآن فقط من أجل أن
اعلم ما حدث لمروان!!
سعاد : هل أقول شيئا خاطئا؟؟ أنا لا أقول غير الحقيقة
التي عشتها ؟ هل ذكرت لك غير ما حدث ؟ علي كل حال
انا بخير شكرا لأنك تركت بعضا من وقتك الثمين لتسأل
عني...
جلال : أسأل عنك ؟؟ هل كنتي تعتقدين أنك رحلتي عن
ذهني ؟ هل تعتقدين أني أدفع نفسي للإثيا ن بكل تلك
الأمور لأنكم لا تعنو ن لي أي شئ؟؟ لا يا سعاد هذه المرة
عليكي أن تعلمي أن هناك فايروس جديد في الهواء
وعليكي أن تحذري الاصابة بأي جرح لأنك ذلك سوف
يودي بحياتك.
سعاد : شكرا لك إلى اللقاء
جلال : انتظري أريد أن اخبرك ب...
تم قطع الاتصال الأن علي أن أنشر تقرير عن تلك
الحالات.. عل ى الجميع الحذر من ذلك حتي نكتشف ماهية
تلك المدة الزرقاء وظللت لساعات كثيرة أفكر في التقرير
وعند عرضه على اللجنة وعلى منظمة الصحة العالمية
ليتم بعدها إطلاق تحذير شامل للعالم بأسره مفاذه منع
ممارسة أي رياضة تؤدي إلى الإصابة بجروح ولو كانت
لا تتعدى الخدش الصغير تم منع الرياضة حول العالم وتم
نشر صور تحمل تلك المادة الزرقاء العالم في حالة ذعر..
ولكن كيف يجب أن نعيش ذلك هو ما يهم الأن على البشر
التحرك ببطئ.. عدم التعنيف.. كان العالم في قديم الزمان
جميلا أما الأ ن فقد أصبح الوضع مرعبا.. ومن يتسبب
بإحداث جرح لأي شخص يعاقب كمعاقبة المجرم
السفاح..
تلك المادة التي تخرج من جسد الشخص
تستمر لنصف ساعة وبعد ذلك تختفي... إذا أصيب
شخص بأي جرح عليه أن يأتي إلي المعمل بأقصى
سرعة ممكنة! تلك هي الحالة الوحيدة التي يمكننا مساعدته
فيها.
تم تحليل العينة الأن وجدت أن الخلايا القاعدية تتتبع
الإصابة بالجرح إلى أن تعثر على "المايكروب" وعند
إفراز مادة "الهيستامين" لوصول تلك الخلايا بسرعة إلى
الإصابة نجد أن المادة الزرقاء تبدأ في الإنتشار بسرعة
إلى أن تصل في النهاية إلى القلب وتحطم الجهاز المناعي
وبعد ذلك تقوم بالتحرك من القلب إلى الجسد بأكمله ثم
تزيد بدرجة إلى أن تصل إلى مرحلة الذروة وبعد ذلك تبدأ
تلك المادة بنسخ وظيفة الخلايا القاعدية وتنطلق إلى
الجرح وبعد ذلك تبدأ بالخروج من الجسد وتؤدي إلى
تباطئ نبض القلب شيئا فشيئا وبعد نصف ساعة من
إفرازها يتوقف نبض القلب وعندها فقط تتغير المادة من
اللون الأزرق إلى اللون الأحمر وتأخذ صفات الدم من
جديد.
تعليقات
إرسال تعليق
لا تنسئ اضافة تعليق، شكراً لك