القائمة الرئيسية

الصفحات

الاخيار بوست السهرة

محمد طارق

 #بوست_السهرة

#الإختيار

------------------------------------------------------------

تعالى كده من 6 شهور مثلا وخد طاهر محمد طاهر على جنب ووشوشه في ودانه وقوله انا جايلك من المستقبل ويقولك انك اول السنة هتلعب قصاد بايرن ميونيخ وبالميراس البرازيلي في كاس العالم للأندية ؟!!

تعالى كده وبلغ طاهر اللي بيجي بالليل وبيبقى شايل هم سعيدو سنبوري ومحمود قاعود وازاي يقوم بالادوار الدفاعية على ميدو جابر ومحمد إبراهيم وازاي يقفل على انطلاقات حازم امام وكريم العراقي ، وقوله انك بعد 6 شهور مطلوب منك تهاجم جبهة الابا وتقوم بالادوار الدفاعية على روني واديملسون وجنابري وسانيه اللي اقصى مرة قرب منهم فيها كان وهو بيقرب من الشاشة عشان يعمل تشكيلة البايرن في فيفا 2020

تعالى وفكر لو انت قولت لطاهر من كام شهر انك هتلعب على جيروم بواتينج مدافع المنتخب الالماني ، لأ ومش بس كده دانتا كمان هتحاول تنيمه على بطنه نفس التنيمه اللي نيمهاله سيد معيز الأرض ليو ميسي ، بس المره دي على أرض الملعب وعالنجيلة بدل ما يحرك الانالوج مع صداد ال R1 في فيفا

تعالى كده وقوله انك بعد كام شهر بس وفي اول مباراة ليك هتقف على منصة التتويج المحلي اللي عمرك ما شوفتها وتتكرم بالدهب ، وبعديها بشهرين هتقف قدام العالم كله وانت بتتكرم كتالت عظماء العالم 

اظن طاهر ساعتها كان هيسخسخ من الضحك لحد ما يقع على قفاه ومش بعيد يلزقك كف عباسي ويقولك من وسط ضحكه يخرب بيت جمدان خيالك ياض 

لكن طاهر محمد طاهر لاعب المنتخب الاوليمبي مصيره بيتغير بين عشية وضحاها عشان قرار خده صح ، طموح حقيقي قرر انه يصدقه وببدأه ويأمن بيه وفي اقل من 3 شهور بيشوف فريقه على منصات التتويح 3 مرات محليا وقاريا وعالميا 

------------------------------------------------------------

يمكن انا واحد من اكتر الناس اللي كانت بتحب لعب طاهر من ايام ما اتصعد للفريق الاول للمقاولين ، ولكن في نفس الوقت كنت كاره حتة الايجو والاعتداد الزايد بالنفس وانه شايف نفسه اعلى من الدوري اللي بيلعب فيه وحلمه وكلامه الدايم عن الاحتراف وتفضيله علي الانتقال لأي فريق كبير في الدوري المصري 

لكن في نفس شخصيته ودماغه كانت عجباني جدا واتمنيت في وقت من الاوقات انه يجي الاهلي عشان ده المكان الوحيد اللي هيصنفر موهبته وهيظبطله الايجو والانا عنده وهيفجر امكانياته بشكل هو نفسه مستحيل يتصوره في نفسه ، الأهم انه هيتشرب حاجات جوا الأهلي مستحيل هيتعلمها في اي مكان على مستوى الفكر والالتزام والانتماء والروح ، عشان يعملوا ميكس مع شخصيته تخرجلنا لاعيب هيبقى من الافضل في التاريخ في مكانه 

وفعلا طاهر شغل دماغه واكتشف ان حلم العالمية مش لازم يبدأ من نادي درجة تانيه في دوري كبير او نادي وسط جدول في دوله مش متشافه اصلا ، صدق وأمن بده وخد قرار يعتبر الاصعب على واحد كل حلمه انه يحترف وخلاص 

وحصل اكتر من اللي كان يحلم بيه حلمه

كان نفسه يلعب تحت اضواء العالمية فالاهلي وداه كاس العالم للأندية ، وكان نفسه يشوف اللاعيبة اللي بيشوفهم في التلفزيون فالاهلي جابله بايرن ميونيخ قدام عينه وقاله بس يلا سد 

وفعلا طاهر سد وخطى اول خطوات النجومية الحقيقية بسبب قرار ، قرار واحد خده بمنطق وبعقل وعرف انه مناسب جدا لطموحه

اشترى الأهلي فالبطولات جاتله راكعة ، اشترى الجماهير والتاريخ فالعالمية جاتله تحت رجليه 

---------------------------------------------------------------

عالجانب التاني لاعب بيبدأ بداية عكسية تماما ، بيبدأ مع انتهاء جيل ذهبي تاريخي حصد كل ما يمكن حصده وما لايمكن حصده ، بيتوج مع الفريق في اول 5 ماتشات ليه ببطولة دوري في لاعيبة تاريخ في اندية تانيه ما حققتهاش حققها وهو ناشئ ، الجماهير بترفعه وبتحطه في مقارنة مع افضل صانع لعب وصانع قلوب في تاريخ النادي ابوتريكة وبتصنفه انه خليفته ، الجماهير اللي بتصنع الاساطير حفرتله مكان في قلوبها رغم انه لسه محققش اللي هما عايزينه منه ، لكن جماهير الاهلي لما بتحب بتحب اوي 

بيلعب موسم ولا اسوأ من مواسم الاهلي بيتوج فيه الخصم لأول مرة من 11 سنة ببطولتي الدوري والكاس ويادوب الاهلي بيلحق الكونفيدرالية والسوبر بأعجوبة عشان يبقي موسم صفري للاهلي (اصلها كده صفري بالنسبة للاهلي ) ، وبمجرد ما الفريق الموسم اللي بعده مع مارتن يول بيبدأ يقف علي رجله بيقرر مع اول فرصة انه يخلع حتى ولو كان ده لفريق في فتحة مؤخرة الدوري الانجليزي 

بيقلب الدنيا لحد ما يحترف فعلا ويسيب النادي في واحد من احرج اوقاته ، وبعد موسمين بيتعرض فيهم مصدر اكل عيشه من كتر القعدة والتخليل علي الدكة للتأكل ، الأهلي بيقرر يرجعه تاني فيكون اول رد فعل وشكر للنادي اللي نجد فخاده من الترهل بيكتب انه رايح يساعد ناديه القديم في استعادة بطولة افريقيا !!!

تويته في وقتها حرقت دمي ، لكن اعزيت ده لأنه مجرد عيل صغير بيهلفط بالكلام ومش مدرك للي بيقوله 

بيرجع ومع رجوعه الاهلي بيقابل اصعب موسم في تاريخه ، وبيخرج في وجوده بفضيحة من بريتوريا ويادوب الاهلي بيحصل الدوري بصعوبة وبشق الانفس بعد ما بقي البطولة الوحيدة المتاحة 

بيبدأ الأهلي مرحلة جديدة من البناء والفرقة بتبدي تقف علي رجلها وكانت البداية علي حساب المنافس التقليدي وبياخد السوبر منه ، وبعدين الاهلي بياكل الاخضر واليابس في طريقه وبيتأهل لنصف نهائي افريقيا علي حساب الفريق اللي خرجه بفضيحة الموسم اللي قبله وبيبقي الفريق قاب قوسين او ادني من استعادة المجد القديم 

كل ده وحضرته ملعبش مع الفريق والاصابات مقعداه بره الاسكواد ، لكن الناس حطاه من ضمن الناس اللي بتحقق ده حتي وهو مش موجود كده عافيه

لحد ما تيجي لحظة الحقيقة ، اللحظة اللي جات لطاهر وخلته يلغي حلمه في الاحتراف ويبدأ تاريخه من الاهلي ، عشان يعمل هو العكس تماما ويدمر كل احلامه ومستقبله بقرار خده مع شلة معاقين حسبوهاله حسبة ورق اخضر وبس 

بيسيب الفريق في لحظة فارقة من تاريخه ، بيستجلب عداء وكراهية الجمهور اللي حاطه في حته عمره ما يستحقها وبيحول حبهم ليه وخبطه علي التيشرت لواحد من اكتر اللاعيبة الساقطة في التاريخ 

بيخسر الجمهور ، بيخسر الاعلام ، بيخسر الحاضر وبيخسر المستقبل ، بيخسر اي فرصة ممكن يرجع يحقق بيها حلمه اللي بدأه بغباء ونهاه بأسوأ طريقة ممكنة قبل ما يبدأ 

في الوقت اللي طاهر راجع من كاس العالم للاندية بعد ما واجه كريم شانتي وكريزة تورتة الكورة في الكوكب ، هو بيشد الرحال لابيدجان عشان يلعب في الكونفدرالية مع فريق المرتزقه اللي اتنقله في مباراة يا عالم هيعدي منها ولا لأ

في الوقت اللي طاهر راجع عشان يلعب في الدوري ويستعيد صدارته مع فريقه ، هو هيرجع عشان يحاول ينقل فرقته من المنطقة الفاترة للمنطقة الدافية بعد ما فقدت 18 نقطة قبل مرور تلت المسابقة 

في الوقت اللي طاهر لعب علي جنابري والابا والفونسو ديفيز وكان بيحاول يمنع تقدم مولر وجشوا كيميتش وبيسفف لاعيبة بالميراس الارض ، ابو تحجيزة مش عارف يفك رموز دفاع الاتحاد السكندري والبنك الاهلي ووادي دجلة وبيفكر هو دلوقتي ازاي يعدي من محمود قاعود وازاي يقوم بالادوار الدفاعية على ميدو جابر ومحمد إبراهيم وازاي يقفل على انطلاقات حازم امام وكريم العراقي 

في الوقت اللي طاهر العالم كله بيشوفه ، انت محدش بيعرف انت عملت ايه في الماتش اللي هتلعبه الا من شوية جماهير من فريقك السابق عشان تحفل بعد الماتش علي شرف فخادك وتحجيزة مؤخرتك وسحبتك للكورة اللي ما اتغيرتش طريقتها من يوم تصعيدك ويفكرك كل يوم انك كنت رخيص وغبي ودمرت مستقبلك 

قصة طاهر وصاحب التحجيزة هي قصة تحكيها لعيالك عشان توريهم ازاي ان ممكن حياتك تتدمر بسبب قرار واحد غلط ممكن تاخده ، ممكن الغلط يعدي مره او اتنين لكن في غلطه بتعملها بتجيب عليك القديم والجديد وبتدفنك في ارض تربتها من الجير الحي 

قصة طاهر اللي كل شوية بيقول كلمة طموح متعمدا هي قصة قرار صح خده بني ادم ابن ناس وشبعان ، وقصة صاحب المؤخرة الذهبية هي قصة قرار غلط دمر بيه ماضيه وحاضره ومستقبله 

خليك في الحياة طاهر ، واوعي تكون رمضان 

محمد طارق

author-img
الحق حق ولو كره الحاقدون

تعليقات

التنقل السريع